خطبة بعنوان: العفة والطهارة، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 17 من شوال 22 يوليو 2016هـ

خطبة بعنوان: العفة والطهارة، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 17 من شوال 22 يوليو 2016هـ.

لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا

لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا

ولقراءة الخطبة كما يلي:

العفة والطهارة

الحمد لله رب العالمين.. إن الحمد لله نحمده سبحانه وتعالي ونستعينه ونستهديه ونسأله التوفيق والسداد والعفاف والغني والتقي .. “من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ” وأشهد ألا إله الا الله وحده لا شريك له في سلطانه وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله القائل: “بروا آبائكم تبركم أولادكم وعفوا تعف نساؤكم”. (الطبراني). اللهم صلاة وسلاما عليك يا سيدي يا رسول الله وعلى آله وسلم.

 أما بعد فيا جماعة الإسلام إن مما يتميز به ديننا الإسلامي الطهارة والعفة حسية ومعنوية .. يتميز ديننا بأنه دين يحث على التخلق بالأخلاق الفاضلة الحميدة ويحذر من الأخلاق الرديئة والمشينة. أخوة الإسلام ومن هذه الاخلاق الحميدة التي يحث عليها الإسلام خلق العفة والطهارة تلكم الخلق الإيماني الرفيع..  ولنا أن نوضح أن العفة تمنع المؤمن عن الحرام وتجعله يتحلى بالفضائل والحياء.

 وهي خلق إيماني رفيع وثمرة من ثمرات الإيمان بالله تعالي.  والعفة دعوة إلى البعد عن سفاسف الأمور وخدش المروءة والحياء. فهي تنزه النفس وتكفها عن الانسياق وراء الشهوات والكف عن المحرمات وسؤال الناس علي وجه الاستجداء   .. والدليل علي مشروعية العفة : لقد حث الإسلام علي العفة بقوله:” ومن كان غنيا فليستعفف “.(النساء/6) . ويقول صلي الله عليه وسلم :”بروا أباءكم تبركم ابناؤكم وعفوا تعف نساؤكم “.(الطبراني). (ويقول صلي الله عليه وسلم: ” ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله “. (البخاري.

 وكان صلي الله عليه وسلم يقول: “اللهم إني أسألك الهدي والتقي والعفاف والغني ” (مسلم). وأخبر صلي الله عليه وسلم ان المؤمن العفيف من أوائل الناس الذين يدخلون الجنة في الحديث :”عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة شهيد وعفيف متعفف وعبد أحسن عبادة الله ونصح لمواليه”(الترمذي). ايها الناس:  لقد جاءت نصوص الكتاب والسنة بالحث علي التخلق بالأخلاق الحسنة فقد قال الله عز وجل لنبيه :” وإنك لعلي خلق عظيم “( القلم/4). ويقول صلي الله عليه وسلم :”إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. وقال صلي الله عليه وسلم :” أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة”(أحمد).

أنواع العفة وللعفة أنواع كثيرة منها: عفة الجوارح فالمسلم عفيف اليد والرجل والعين والأذن والفرج.. فهو يعف جوارحه عن الحرام فلا تغلبه شهواته حيث أمر المولي عز وجل المؤمن ان يعف نفسه ويحفظ فرجه فقال تعالي :”وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتي يغنيهم الله من فصله”.(النور/33). ويقول في صفات المؤمنبن : “والذين هم لفروجهم حافظون إلا علي ازواجهم أو ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين”(المؤمنون).

وقد حث النبي صلي الله عليه وسلم الشباب علي الزواج طلبا للعفة فقال :” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”. وأمر سول الله صلي الله عليه وسلم المسلمين للتمسك بالعفة والوقار فقال: “استحيوا من الله حق الحياء قالوا يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله قال ليس ذلك الحياء وإنما الحياء حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعي والبطن وما حوي وأن تذكر الموت والبلي ومن أراد الأخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء”(الترمذي). (وقد أمر الإسلام بغض البصر وحفظ الفرج تحقيقا للعفة والمرؤة فكان الأمر من الله لنبيه: “قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكي لهم …” :”وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن….”(النور).

 لذلك الرجل الذي أراد ان يعبث بحرمة امرأة عفيفة طاهرة لقنته درسا في العفة والطهارة.. وقالت له ألم تسمع قول القائل: واترك ماءكم من غير ورد وذلك لكثرة الوراد فيه ** إذا سقط الذباب علي طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه. وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كان الكلاب ولغن فيه ** ويرتجع الكريم خميص بطن ولا يرضي مقاسمة السفيه. لذلك ورد :”بشر الزاني بالفقر ولو بعد حين”. وورد أنه من زني بامرأة متزوجة فعليه من العذاب ….. عفوا تعف نساؤكم في المحرم **وتجنبوا مالا يليق بمسلم. إن الزنا دين فإن أقرضته** كان الوفا من أهل بيتك فاعلم. من يزن في بيت بألفي درهم** في بيته يزن بغير الدرهم. ياهاتكا ستر الرجال وقاطعا **سبل المودة عشت غير مكرم.ن من يزن يزن به ولو بجداره**ان كنت يا هذا لبيبا فاهم.

العفة عن أموال الغير: أخوة الإيمان والإسلام والمؤمن الحق هو الذي يترفع ويتورع المال الحرام مهما وصل به الأمر من حاجة وعوز .. فهو عفيف متعفف لا يأخذ شيئا بغير حق .. ولا يمد يده لغير الله ولا يسأل غيره لانه. يعلم ان الله هو الرازق الباسط العاطي المعطي .. فهو يثق في أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ..واذا رفع يديه اليه فلن يردهما صفرا كما جاء في الحديث الصحيح :”إن ربكم حيي ستير يحب الستر يستحي من عبده أن يرفع بديه إلي السماء يقول يارب يارب ان يردهما صفرا خائبين” والمؤمن الحق هو الذي يحافظ علي المال العام ويتعفف عنه لأنه مال الفقراء والمساكين واليتامي وعامة الشعب الكادح وقد سمي القرآن الكريم الذي يستحل هذا المال انه غال :”ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة”لذلك لما دخل علي عمر لن عبد العزيز احد وزرائه ليلا يعرض عليه احد الامور التي تخص الدولة ولما انتهي وأراد أن يتحدث في بعض الأمور الخاصة قام عمر و أطفأ المصباح ولما سأله الوزير ولما ؟ قال له المصباح يوقد بزيت من أموال المسلمين ونحن بحثنا امور الدولة علي ضوئه وما كان ينبغي لنا ان نتسامر ونتحدث في امورنا الخاصة علي ضوئه اموال المسلمين ..فماذا أقول لربي غدا اذا سألني لماذا بددت اموال المسلمين وفي أي شيء بدته؟ فضل العفة: أخوة الإيمان وللعفة فضائل جليلة وعظيمة كفي أنه يذكر في المجالس بأنه عفيف شريف طاهر الذيل عفيف اللسان واليد .. ويزيده الله عفة وطهارة يقول صلي الله عليه وسلم :” ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله. إذا كان عفيفا في الدنيا نال جزاء ذلك في الآخرة يقول صلي الله عليه وسلم :”سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل شاب نشأ في طاعة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه ورجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال لها إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتي لاتعلم شماله بما أنفقت يمينه. ورجل ذكر االه خاليا ففاضت عيناه من الدمع”(الترمذي).

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين ..والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين .أما بعد فيا عباد الله.

لازلنا نواصل الحديث حول خلق من أخلاق الأنبياء والأولياء والصالحين الأتقياء المؤمنين وهو خلق العفة

.
وللعفة والطهارة أثار وثمرات جليلة وفاضلة ومنها: أولا:” نيل رضا الله تعالي والفوز بثوابه.. وليس بعد رضي الله شيء :”رضي الله عنهم ورضوا عنه،”.
ثانيا: “تحقيق المرؤة وعزة النفس والكرامة وكفي بالمرؤة نبلا فالذي يتحلي بالمرؤة وعزة النفس فقد فازفي الدارين.

 
ثالثا:”ضبط المسلم لنفسه الأمارة بالسوء وتحقيق السعادة في الدارين.
رابعا:”صيانة العرض والشرف وحسن السمعة وكفي 
بها فضيلة أن يذكر في حياته وبعد وفاته فلان نظيف اليد فلان طيب السمعة .
خامسا:”نيل محبة الناس ورضاهم في رضي الله عزوجل”.